حديث سري

قبل البدء

إلى الأحبة والمخلصين قراء المدونة.. أودُ أن ألفت عنايتكم إلى أن باب النقاش سيكون أرحب في هذه المساحة عن غيرها كما أود أن أشير أيضًا إلى أن هذه التدوينة غير قابلة للنشر أو للتسويق.

قبل سنوات طويلة كنتُ أحتفظُ برزم من الدفاتر حتى أدون فيها يومياتي وأبرز الأحداث التي حصلت خلال تلك الأيام. كنتُ أكتب في أيام السفر والعطلات خارج المدينة وحتى في الأيام الفارغة من أي شئ. كانت ولا زالت الكتابة السر المجهول و الوعاء الذي ينضح بالماء العذب الزلال. لماذا أكتب؟ قد تكون أحد الأسباب الحثيثة التي تدفعني لاختيارها عن غيرها هي لذة الإنجاز على المستوى الشخصي أو المعنوي هي الرغبة المتقدة بإحداث التغيير بين حين واخر غير أنها مع كل مرة تحدث صدعًا أو شرخًا في النفس قد لا يبرأ أبدًا.

عمومًا مازلت أرقب عن كثب تلك الحاجة التي لا تنفك تقاوم صف الأحرف واختراق صفوف الكلمات تطيل النظر والتمعن فيها، تلح بتهذيبها وتشذيبها عدة مرات إلى أن تمتلئ حاجتي بهجة وسرورًا بالنظر إليها. أخيرًا أقرر سأختار نشرها على هذه المساحة هذه الحال في كل مرة تضطرم مشاعري وتهزأ مني أفعالي.

تمرين

اسمح لي أيها القارئ الكريم أن تمارس هذه الحيلة الخفية “الكتابة” لكن قبل أن نبدأ احرص على أن يكون بحوزتك قلمًا و ورقة ولا بأس من استخدام الهاتف المحمول لكن، الهدف هنا هو إعمال الواعي واللاوعي واستدعاء الأفكار والمشاعر وكل ما من شأنه أن يؤثر بداخلك أن يتبعثر هنا وهناك.

مستعد لخوض هذه التجربة؟ خلال مدة زمنية تصل إلى ٥ دقائق ستكتب بلا توقف عن ما حدث لك بالأمس القريب أو دون قائمة الأماني والأحلام التي تتمناها. اكتب عن يومك المضطرب والمتبعثر عن دائرة صداقاتك عن حبك الأول اكتب حتى انتهاء اخر دقيقة وأرفق لي الإجابة أسفل هذه التدوينة أو بارسالها عبر البريد الالكتروني

mashaelghh@gmail.com

تطبيق

ما إن بدأت يداي الكتابة حتى تبعثرت مني الكلمات أحاديث مشتتة ومشاعر ضائعة لا تدقيق ولاتمحيص للكلمات إنني فقد أجري بلا هوادة كمن يبحث عن بصيص أمل يغطيه سرابٌ هائم هكذا حدث بركان عاصف من المشاعر واضطربت بداخلي أحاديث كانت عالقة.

تجردت هذه المرة من محاولة صياغة فكرة مثالية ولو لمرة واحدة يتيمة هكذا كان التمرين عاصفًا ولكنه قد اقتلع ما علق من مشاهد دامية وغضب مكبوت وتحولت إلى قطعة فنية هي أقرب لقصة أو خاطرة أو ربما أحلام مجهولة. هكذا كانت الكتابة بالنسبة لي.

5 thoughts on “حديث سري

  1. م 16/08/2021 / 10:20 am

    اييييه يا مشاعل سأبدأ الان بالعد التنازلي للدقائق الخمس …

    بالأمس أثيرت مشاعري على غير العادة.. وأنا الذي كنت أخشى بأنني كلما اقتربت من سنتي الأربعون هنا.. أن أفقد قدرتي على الاندهاش بسبب طبقات الكلس التي تصنعها المواقف والمعارف وخبرات الحياة.

    كان يوماً روتينياً في بدايته الى أن انتهى الدوام وركبت سيارتي… عادة ما أفضل سماع شيء يساعد ذهني للتهيؤ على عملية الفصل بين مود العمل والدخول في مود المنزل.. هذه المرة لا أدري ما لذي جعلني استمع الى شيء آخر! شيء أثار شجنا قديما واحساسا ظننت بأنه قد دثر في أعماقي.. حلق بي إلى عالم اخر .. وتركني هناك.

    كنت في اليوم الذي قبله أتابع أخبار أفغانستان والتقدم الدراماتيكي لقوات جماعة طالبان إلى العاصمة كابل.. وكيف عاد أفراد هذه الجماعة من تحت التراب.. بعد أن دكتهم أشرس ترسانة عسكرية عرفها التاريخ على مدى عشرون عاما متواصلة، عادوا بنفس الهيئة ونفس القوة ونفس الايمان. عادوا الى العاصمة التي طردوا منها قبل عشرون عاماً.. ليسيطروا عليها ويرفعوا على مبانيها الحكومية راياتهم من جديد معلنين انتصارهم على (أمريكا)!

    قبل أيام كنت أبحث عن بحيرة هادئة في أمريكا من أجل شراء منزل صغير أقضي فيه إجازتي السنوية للانعزال والتفرغ لممارسة الكتابة.. هوايتي التي أعشقها.. الان تشكل على هذه الرغبة بعض الضباب.

    لن استرسل كي لا أتعدى الدقائق الخمس كثيرا … لأنها قد أصبحت فجأة احدى وعشرون.
    تحياتي ،،،
    م

    Liked by 1 person

    • Mashael 16/08/2021 / 3:20 pm

      مرحبا م
      لا بأس بواحد وعشرين دقيقة عوضًا عن الخمسة دقائق هكذا تفرض علينا الكتابة سطوتها.
      شكرًا م استمتعت بحديثك وبقراءة جوابك
      ولكنني هنا أعاتبك لأنك لم تنهي بعد ما كتبته.. أكمل لو كان لحديثك بقية.

      Liked by 1 person

    • Mashael 13/11/2021 / 3:50 pm

      أتمنى إدراج البريد الالكتروني للتواصل

      Like

  2. m 18/08/2021 / 12:29 pm

    أعتقد بأن العزلة والتجاهل من فنون الحياة التي يجب أن يتقنها كل من أراد العيش بسعادة وسلام ومقولة (اعتزل ما يؤذيك) هي قاعدة ذهبية من قواعد الحياة.. إن التكيف خاصية من أروع خصائص الإنسان لما للأجواء المحيطة من تأثير بالغ على حالة الشخص، فمن يبحث عن السعادة لن يجدها وهو محاصر بين جيوش المكتئبين.. ومن يريد النجاح لا بد أن يهيئ أسبابه من توكل وإيمان وتغيير.. كذلك الكتابة الجيدة.. لا بد لها من تهيئة وطقوس، لذلك كنت أبحث عن تلك البحيرة المفقودة.. ملهمة قصة حياة تولستوي والتغيير الذي صنعه فيها كي يهيئ لروحه الثائرة الأجواء لتطلق أروع الأعمال الإنسانية.. من بين حقول مزرعته!
    بالأمس أحزنني كثيرا منظر الأفغان الذين أوصلهم الهلع للتعلق بجناحي الطائرة العسكرية الأمريكية ويتساقطوا بعد ذلك منها كحبات المطر بعد ثوان من الإقلاع.. أي حزن! أي خوف! أي يأس وصلوا إليه! أي خيبة أمل أحسوا بها بعد أن اكتشفوا أن الأحلام الأمريكية دائماً ما تبقى أحلاماً.. أمريكا الفتاة الساحرة التي تخفي خلف شفتيها المكتنزتين أنياب تمساح حادة، تخلت عنهم بعد أن سئمتهم وغادرت، وكأنهم بتشبثهم بتلك الأجنحة يتشبثون بما تبقى من ذلك الحلم الجميل الذي لم يستطيعوا العيش دونه!
    إن حاسة السمع حاسة غريبة.. كيف لها أن تنقلنا بكل هذه البراعة والخفة من عالمنا الى عالمها؟ كيف لها أن تبعث ذلك الخدر الذي يتنامى بين أكتافنا وذلك الاختلاج الذي يعتري المشاعر! كيف لها أن تثير في أنفسنا كل هذه المشاعر وتنبش ما غاص في أعماقنا من ذكريات حتى تجعلك قادراً على أن ترى عيون الأشخاص وملامحهم وتشعر بوقع كلماتهم وبرائحة أماكنهم مرة أخرى.. من أين لها هذه القوة في إعادة صياغة أفكارنا وقراراتنا؟ لقد أثرت أناشيد الجهاد في الثمانينات والتسعينات السعودية في عقلية الكثير من الشباب تأثيراً بالغاً الى درجة أنها غيرت تماماً حياة الكثيرين منهم! كان لتأثير ذلك النشيد الذي لا أدري كيف استمعت إليه في طريق عودتي ذلك اليوم شجن.. اعتراني طويلاً.

    م

    Liked by 1 person

    • Mashael 18/08/2021 / 10:17 pm

      لا أعلم بأي توقيت أو من أي أرض كنت قد أرسلت الرد لكنك نجحت بممارسة سحر الكتابة علي كقارئ.
      كلماتك نسجت بشجن وبحنين وقلق من المجهول لكن أتدري مالذي قد حدث؟ لقد نثرت عبير كلماتك في أرجاء المدونة وهو ما أنا ممتنة له كثيرًا وما أنا استمتع به كل مرة عندما أستلم ردًا أو تعليقًا.
      وعن ذاك الزمن الماضي لقد عاشت معنا جزء من الذكريات مازالت تسترد أنفاسها بين فينة وأخرى.

      شكرا م
      أتمنى لك أيام سعيدة ومبهجة

      Liked by 1 person

Leave a comment

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.